لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الدعوية » الدعوة والتجديد

29 - ربيع أول - 1438 هـ:: 29 - ديسمبر - 2016

لا يمكنها فعل ذلك لأنّها إنسانة عمليّة !

السائلة:هند

الإستشارة:فاطمة بنت موسى العبدالله

السلام عليكم ورحمة الله
إذا كان الله قد وفّقك للتعرّف عن طريق أحد المشايخ الموثوق بهم على رقم هاتف إحدى الأخوات الفاضلات أهل الدعوة والصلاح .. وتعرّفتما إلى بعضكما البعض وأصبحت تثقين فيها كثيرا تستشيرينها وتثقين في رأيها ..
مرّت سنوات طويلة على تواصلكما وهي تشجّعك على أعمال الخير ، لكن إذا طلبت منها مشاركتك تعتذر ..
مثلا أنشأت "قروب" دعوي وشاركتك فيه مجموعة من الداعيات وأحببت وجودها بينكنّ فاعتذرت ..
مرّت أوقات كثيرة تسألينها أن تعطيك من وقتها دقائق تسمعين ولو وجها واحدا من القرآن وفي كلّ المرّات تعتذر ..
طلبت منها مشاركتك في "قروب" ثقافي يتمّ فيه تناول كتب مفيدة والهدف منه تشجيع بعضكنّ على القراءة وتبادل العلوم والمعارف فاعتذرت ..
طلبت منها التشارك في الالتحاق ب"قروب" لمراجعة القرآن في مدّة محدّدة من أجل التنافس والتسابق وتشارك الأجر فاعتذرت ..
إذا غابت تفتقدينها وتسألين عنها ، وإن غبت لا تشعر بغيابك ولا تفتقدك ولا تسأل عنك .
إن علمت أنّها مريضة تطمئنّي عليها وتسألي عنها حتّى تعود إليها صحّتها وإذا علمت أنّك مريضة حتّى كلمة سلامات لا تقولها .
إن علمت بمرض أحد أفراد أسرتها تسألي عنه وتطمئنّي عليه باستمرار ..وإن علمت بمرض أحد أفراد أسرتك لا تسأل ولا تهتمّ حتّى كلمة سلامات لا تقولها .
سألتها مشاركتك في عمل جميل اعتذرت عن مشاركتك،
وسألتها أخت أخرى في نفس الفترة فوعدتها بمشاركتها
حين تنهي رسالتها...ووفّت بوعدها لها وشاركتها .
حين تخرّجت لم تخبرك ولم تشاركك فرحة تخرّجها ،علمت ذلك من صفحتها بتويتر ..
وحين تخرّجت كانت أوّل من شاركتها الخبر ولم تكتمل فرحتك إلاّ بمشاركتها ..
عاتبتها عشرات المرّات لكنّها دائما تعتذر...
وأخيرا أخبرتك أنّها لا تستطيع أن تقدّم لك أكثر ممّا قدّمت ولا تستطيع السؤال عنك والاهتمام كما تفعلين ..لا يمكنها فعل ذلك لأنّها إنسانة عمليّة ..
ما رأيك في كلّ ما قرأت ؟؟!

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طابت أيّامك بكلّ خير عزيزتي: (هند)
سعداء برسالتك وثقتك بنا سائلين الله عزّ وجلّ أن يوفّقنا وإيّاك للسداد والصواب.
وحول ما سألت أقول مستعينة بالله: لسنا هنا أنا وأنت لنحكم على الغير ، أقدّر مشاعرك وما حوته رسالتك .. لكن اسمحي لي أن أوضح بعض الأمور ..
إنّ علاقتنا بالآخرين ينبغي أن تكون قائمة وخالصة لله، وليس من أجل انتظار الردّ أو المعاملة بالمثل فضلا عن كوننا مأمورين بالتماس العذر للآخرين واجتناب الظنّ السيّئ بهم مهما صدر ، فالله وحده هو المتكفّل بالمحاسبة على باطن الأمر ونحن علينا معاملتهم بظواهرهم فقط متقبّلين أعذارهم لذا:
o اقبليها كما هي (لا تستطيع أن تقدّم لك أكثر .... وهي عمليّة) لاستمرار العلاقة بينكما مع تقبّل العذر مهما تكرّر بصدر رحب وعدم محاولة تفسير الأفعال الأخرى لصديقتك فإنّ الشيطان ينزغ بين العباد.
o جلّ من لا يخطئ وقدوتنا في الحياة هو خير الأنام عليه الصلاة والسلام ، وغيره مهما كان على قدر من العلم أو على قدر من الخير فقد يقصّر أو يخطئ كأيّ بشر ، لذا مصارحتها في المواقف التي تبيّن لك خطأ فعلها وتصرّفها ، ومناصحتها من واجبك ومن حقوق الأخ لأخيه المسلم .
o عدم حصر العلاقات في شخص واحد ولا المواقف غير البيّنة في إثبات الحبّ والأخوّة بينكما ، فربّما لها ظروف لا تستطيع البوح لك بها .. فمن الحكمة عند التعامل أن يقدّم المسلم القول والفعل الطيّب يبتغي رضا الله أوّلا وأخيرا لا الردّ من الآخرين فهو يستحضر قوله: (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها)
o لست مطالبة بالتقديم والتضحية فوق ما تطيقين في التعامل ، ولكن الإحسان إلى الآخرين مطلب وكفى أنّنا نؤجر عليه إذا احتسبناه لله.
o الدعاء لها بظهر الغيب بالصلاح والهداية والتوفيق وسؤال الله دوما الرفقة الطيّبة التي تعينك على الطاعة وأن يجعل همّك في الدعوة والعمل من أجل هذا الدين والسعي لرضا ربّ العالمين.

وفّقك الله يا حبيبة وأسعدك ورزقك ما تتمنّين .

( عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في أعلى الإجابة على اليمين .. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )